من كلام ابن الجوزي < تفاوت الناس في تقبل الموعظة >
كاتب الموضوع
رسالة
ابومحمدعبدالله
عدد الرسائل : 149 البلد : المزاج : المهنة : الهوايات : نقاط : 431 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
موضوع: من كلام ابن الجوزي < تفاوت الناس في تقبل الموعظة > الجمعة مايو 22, 2009 8:52 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره فصل: تفاوت الناس في تقبل المواعظ
قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته ، ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها لسببين : أحدهما : أن الموعظة كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلاما وقت وقوعها . و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها و كيف يصح أن يكون كما كان ؟ . و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر : فمنهم من يعزم بلا تردد و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه " نافق حنظلة ! " و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانا و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانا ، فمنهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماءٍ دحرجته على صفوان
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الآرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
من كلام ابن الجوزي < تفاوت الناس في تقبل الموعظة >